مقالات
أخر الأخبار

أيمن حسن داود... من مقاعد الجامعة إلى جائزة ابن بطوطة: "الأدب هو الحقيقة التي لا نخجل منها"

كتب: محمود رفعت.

في زمن يركض خلف السرعة، وبين زحام الأخبار العابرة، يطلّ علينا خبر مختلف… خبر يجعلنا نتوقف ونبتسم، ربما لأن فيه شيئًا من الأمل، وشيئًا من الحلم الذي لم نعد نراه كثيرًا.

الصحفي والكاتب الشاب أيمن حسن داود، ابن العراق، يفوز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، واحدة من أرقى الجوائز التي تُمنح في عالمنا العربي لمن يكتبون عن السفر لا كسائحين، بل كحالمين يحملون في قلوبهم خرائط الذاكرة والمعنى.

طفل يكتب… وشاب يصدر كتبه

قصة أيمن ليست مجرد فوز بجائزة، بل قصة شاب أحب الكلمة منذ كان صغيرًا. كان يكتب بخطٍ صغير في دفاتر المدرسة، ثم وجد نفسه في الجامعة – جامعة الفرات الأوسط التقنية – لا يكتفي بالدراسة بل يصدر كتبًا أدبية من تأليفه، ينشر فيها تأملاته ورؤيته لما يدور من حوله. لم يكن ينتظر أن يكبر ليبدأ، بل بدأ قبل أن ينتظره أحد.

ولأنه كان مختلفًا، حصل على المركز الأول على مستوى الجامعة، ليس فقط بسبب درجاته، بل لأنه كان يحمل شيئًا مميزًا… شغف. الشغف لا يُدرّس، لكنه يُلهم، وأيمن كان مصدر إلهام لمن حوله.

لماذا الرحلة؟

حين تسأله: لماذا اخترت أدب الرحلة؟

يجيبك بهدوء: “لأن الرحلة لا تكذب. كل ما فيها حقيقي… التعب، الدهشة، الوحدة، التفاصيل الصغيرة، وحتى الكتابة عنها، هي شكل من أشكال الاعتراف”.

في كتابه الذي نال الجائزة، لم يكن يحكي عن مدن وشوارع وفنادق، بل عن لحظات تغيّر في داخله، عن أشخاص عاديين قابلهم فتركوا فيه أثرًا، عن البلاد كما يراها الإنسان، لا كما تروّجها الإعلانات.

“الأدب هو الحقيقة”

هذا ما قاله أيمن بعد فوزه: “الأدب هو الحقيقة التي لا نخجل منها، نكتبها لنفهم أنفسنا، ونفهم العالم.”

جملة بسيطة، لكنها تقول الكثير عن روحه. الأدب بالنسبة له ليس ترفًا، بل ضرورة، مثل أن تتنفس، أو أن تتذكر من تكون.

لماذا نكتب عنه؟

لأننا بحاجة لأمثاله. لأننا، في وسط هذا الضجيج، نحتاج أن نرفع رؤوسنا نحو قصة شاب كتب وصدق، ثم فاز.

أيمن لم يصل لأنه يملك واسطة، بل لأنه يملك صوتًا، وأسلوبًا، وصدقًا لا يتصنّع.

إنه يُثبت لكل شاب وشابة أن من يبدأ صغيرًا، بإخلاص، يصل بعيدًا. أن الجامعة ليست نهاية، بل بداية. وأن الكتابة، حين تخرج من القلب، تصل إلى القلوب.

كلمة أخيرة…

أيمن حسن داود لم يفُز بالجائزة فقط، بل فاز بمحبة من قرأوه، وتأثير من سمعوا عنه. فاز لأنه ظلّ وفيًا لحلمه، ولأن أدبه لم يكن استعراضًا، بل حوارًا داخليًا مع الذات والعالم.

ونحن، بدورنا، نكتب عنه اليوم ليس لأنه فاز… بل لأنه يستحق أن يُروى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *