مقالات
أخر الأخبار

حسن رمضان حسن عيسى يكتب: وداعاً شهداء لقمة العيش

ليلةٌ داميةٌ تعيشها قرية فيديمين بعد أن ودعت بدموع الأسى والفراق أبناءها:

(مصطفى رمضان السيد جودة) و(مرسي أحمد مرسي محمد عتمان).

صفحةٌ جديدةٌ من صفحات الدماء الطاهرة، تلك التي تسيل كل يومٍ على قارعة الطريق بحثاً عن لقمة العيش، صفحةٌ يسطرها أبناء الطبقات الكادحة في كفاحهم الأزلي ضد سياط الغلاء وصعوبة المعيشة وضنك الحياة.

وسطرٌ جديدٌ في كتاب الحياة يُكتبُ بدماءٍ بريئةٍ لا ذنب لها سوى أنها وُلِدَتْ في ذلك العالم الموحش.

الأول: مصطفى رمضان السيد جودة .. إبن العشرين عاماً .. أصغر إخوته .. قليلون هم الذين يعرفونه بهذا الإسم المسجل في بطاقة الرقم القومي، غير أن الجميع ينادونه بــ (أسامة).

شابٌ لم تحقق له الحياة حُلماً واحداً، فمنذ طفولته الغَضَّةُ وهو يكافح في دروب الحياة الوعرة ليتسنى له العيش آمناً بين صخورها.

يشهد له الجميع بطيبة قلبه إلى الحد الذي يعجز القلم عن وصفه.

الثاني: مرسي أحمد مرسي محمد عتمان .. ذلك الذي ذاق مرارة الموت في أخيه منذ شهور، لتقوده رحلة البحث عن لقمة العيش إلى أن يلحق بأخيه الطيب في غضون شهورٍ قليلة. ليتني استطعت أن أصف لكم دموع الذين يتحدثون عنه، ليتني امتلكت وسيلةً أنقل بها تلك المشاعر الدامعة، والقلوب المنكسرة التي افتقدت ذلك الرجل الطيب الذي لا يُعَوَّضْ.

قريةٌ بأكملها تبكي دماً على هذه الأنفس الطاهرة، التي كانت تتنفس طيبةً وحُباً بين المحيطين بها.

وفي تلك اللحظات .. يتم تجهيز القبرين .. ليستقبلا جسدين فقدا الحياة الدنيا، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقهما حياةً أجمل من هذه الحياة .. وأن ينزلهما منازل الشهداء .. وأن يُسكنهما الفردوس الأعلى.

وأخيراً .. وليس آخراً ..

ولازال القوس مفتوحاً أيتها الحياة المُرهقة .. نعم .. فالقوس لم يُغلق بوفاة هؤلاء الكادحين .. سيظل القوس مفتوحاً ليحتوي بين طياته شهداءاً جُددْ .. وليستقبل عالمنا الزائف دماءاً أخرى على قارعة الطريق.

‏فيديمين اليوم‏ (‏حسن رمضان حسن‏)

حسن رمضان حسن عيسى

01099763637

01281375755

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *